يجب أن نضع في الاعتبار أن الصعوبات الجنسية التي تواجه المرأة لها عدة أسباب، منها ما هو عضوي وهو ما يجب تشخيصه وعلاجه، ومنها ما هو نفسي مرتبط بزيادة المسئوليات والأعباء اليومية التي تقع على عاتق المرأة.
وفي بعض الأحيان يرجع هذا التغير بسبب التذبذب في مستويات الهرمونات الجنسية لدى المرأة، وأيضا وجود تغير في الرغبات الجنسية لديها، ولا يمكن تجاهل الرابط بين العقل والجسم وما له من تأثير على رغبتها الجنسية.
وفي بعض الأحيان تشعر المرأة بأنها فقدت السيطرة على بعض الأمور في حياتها، ويكون هذا سببا في شعورها بقلة الحيلة والعجز، بل في بعض الأحيان بالانهزامية التي تؤثر بالسلب على علاقتها الحميمة مع زوجها.
وأكدت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات، أظهرت أن الثديات وخصوصا الأنثى، شعورها بالضعف أو الإحباط يغير من مستويات الهرمونات الجنسية، فنجد انخفاضا في هرمون الإستروجين مع قدرة أقل في الخصوبة.
ويعتبر هرمون التستوستيرون من أكثر الهرمونات التي توثر على الرغبة الجنسية لدى الرجل والمرأة، ويتعجب البعض من وجود هذا الهرمون المعروف عنه أنه هرمون الذكورة بجسم المرأة.
والحقيقة أن هذا الهرمون موجود لدى الجنسين، إلا أن نسبته لدى المرأة أقل من نسبته لدى الرجل، السبب وراء وجود هذا الهرمون هو قدرته على التحكم في الاستجابة الجنسية بشكل عام.
ويجب أن تعلمي عزيزتي المرأة أن الشعور بالتوتر والإحباط الذي ينتابك في بعض الأحيان يعمل على انخفاض هرمون التستوستيرون بجانب انخفاض هرمونات أخرى أهمها هرمون الإستروجين، مما ينعكس على القدرات الجنسية بل والإنجابية لديكِ.
وبالتالي.. مع انخفاض الهرمونات التي تتحكم في الرغبة الجنسية تشعر المرأة أنها غير مرغوب فيها، مما يساعد على ارتفاع هرمون التوتر "الكورتيزول" وذلك يؤثر على المدى البعيد على القدرة الإنجابية لديكِ.
ليس هذا فحسب بل تعاني المرأة من صعوبات في العلاقة الحميمة مع زوجها مما يهدد استقرار علاقتها الزوجية.
وأوضحت دراسة أمريكية أن الخلل الجنسي يصيب الجنسين، وسجّلت النساء نسبة أكبر في المعاناة من هذا الخلل عن الرجل في الفترة العمرية ما بين 18 و59 سنة، حيث كانت نسبة النساء من 25 إلى 63% مقابل من 10 إلى50% للرجل.
وأكدت الدراسة أن الخلل الجنسي لدى المرأة مرتبط بانخفاض شعورها بالرضا العاطفي والجسدي مع انخفاض إحساسها بالسعادة، لذلك عزيزي الزوج يجب عليك الاهتمام المعنوي الدائم لزوجتك في هذه المرحلة.
كما أظهرت الدراسة الأمريكية، أن التوترات العاطفية هي الدافع لتعرض كل من الرجل والمرأة لتجربة الخلل الجنسي.
وأيضا من أهم أسباب فقدان المرأة لرغبتها الجنسية بعد ولادة أول طفل، حيث ترى المرأة أن شعورها بالمسئولية تجاه الوليد الجديد هو الأهم، لكن في المقابل تستقبل المرأة رسالة أنها فقدت توهجها كأنثى.
أما الجيد في الأمر أنه عندما تدرك المرأة أنها بالفعل فقدت السيطرة على كل شيء، تبدأ بتهدئة نفسها وتتنحى جانبا من نشاطات يومها، ومن ثم تبدأ هرموناتها الجنسية في الاستقرار وتستعيد رغبتها الجنسية وقدرتها الإنجابية كذلك.
مع كل ما سبق هناك بعض النصائح يمكن أن نوجهها لكِ عزيزتي المرأة:
1- حاولي أن تعدي جدولا بأيام الأسبوع، واكتبي في كل يوم المهام التي تقومين بها سواء تلك الخاصة بالبيت أو بالعمل، كذلك الوقت المخصص للعلاقات الاجتماعية والشخصية.. ستجدين أن علاقتك بزوجك حظت بأقل نسبة من يومك.. لذلك حاولي إعادة جدولة هذه المهام وضعي الأولويات في قضاء مهامك مع زوجك حتى يشاركك تفاصيل يومك.
2- ركزي على التواصل والحوار مع زوجك، فعندما يأتي الحديث عن العلاقة الحميمة نجد أن هناك الكثير والكثير من المشكلات التي لم يتم التقرب منها.. لذا تحدّثي مع زوجك وحاولي أن تزيلي الغبار عن هذه المشكلات، حتى تصلان إلى الشكل الذي يرضيكما في علاقتكما الحميمة.
3- حاولي أن تخففي من حدة توتر العلاقة الحميمة، فقليل من المداعبات قد يغني عن الجماع في بعض الأوقات التي لا تكون مناسبة للجماع، فليس كل تقارب جسدي ينتهي حتما بالجماع.
4- لا تحاولي أن تربطي علاقتك الرومانسية بزوجك بما يحدث في المسلسلات، ففي النهاية هذه الدراما والحياة الحقيقية تختلف عنها.. لذا حاولي أن تجعلي علاقتك بزوجك حقيقية مع إضفاء عناصر المتعة.
وقد تحتاج المرأة في بعض الحالات إلى استشارة طبيب متخصص، فالعلاج يوضح لكِ بعض المسائل التي تعانين منها دون أن تدري.
والنصيحة الذهبية لكل امرأة.. لا تكُفّي عن محاولة إصلاح واستعادة رغبتك الجنسية كما كانت، قد يأخذ منك هذا الكثير من المجهود والصبر.. لكن علاقتك بزوجك تستحق منك هذه المحاولة.